السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ،
الحَمْدُ لِلهِ الَّذِيْ خَلَقَ نَبِيَّنَا آدَمَ وحَبِيْبَتُهُ حَوَّاءَ، وَبَثَّ
مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيْرًا وَنِسَاءً، ثُمَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى
نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ المُصْطَفَى، وَعَلَى أَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أهْلِ التُّقَى
وَالوَفَاءَ. نَشْكُرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، الَّذِيْ قَدْ أَعْطَانَا حَيَاةً
طَيِّبَةً، وَجَعَلَنَا مِنْ أُمَّةِ رَسُوْلِهِ المُخْتَـتَمْ، لِهَدَانَا إِلَى
سُلُوْكِ الجِنَانْ.
المُكَرَّمْ
أُسْتَاذُنَا الكِرَامْ، وَيَاأَيُّهَا المُسْتَمِعِيْنَ المُحْتَرَمْ. . .
أَقُوْمُ أَمَامَكُمْ جَمِيْعًا لِأَتَحَدَّثَ قَلِيْلًا
عَنْ مُشْكِلَةٍ مُهِمَّةٍ هَذَا الزَّمَانْ، تحْتَ المَوْضُوْعِ "النِّكَاحْ، العِبَادَةْ طُوْلَ الحَيَةْ"
أَيُّهَا الإِخْوَة فِيْ اللهِ . . . أَلَا وَإِنَّ
جَعَلَ اللهُ لَنَا عِبَادَةً الَّتِيْ نِيَّتُهَا مَرَّةً وَلَفْظُهَا طَاهِرَةً
وَعَقْدُهَا مُشَاهَدَةً وَدَوَامُ أَرْكَانِهَا طُوْلَ حَيَاتِكَ، أَلَا وَهِيَ
النِّكَاحْ! أَيُّهَا الإِخْوَاة، هَلْ عَرَفْتُمْ طَرِيْقَةً تُحِلُّ كُلَّ مَا
حَرَّمَ اللهُ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ؟ فَطَرِيْقَتُهَا النِّكَاحُ. كُلُّهُ
حَرَامُ ٌ إِلَّا بَعْدَ النِّكَاحِ. كُلُّ مَا فَعَلْتَ مَعَ زَوْجِكَ أَوْ
زَوْجَتِكَ عِبَادَةٌ مِنْ نَظْرٍ وَتَبَسَّمٍ وَهَزْلٍ وَنَوْمٍ وَأَكْلٍ
وَشُرْبٍ وَكُلِّ شَيْءٍ آخَرَ. إِذًا، مَاذَا تَنتَظِرُوْنَ أَيُّهَا البَنِيْنَ
وَالبَنَاتِ؟
قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَلَامُ:
"تَزَوَّجُوْا فَإِنِّيْ مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ. .
." اليَوْمُ، كَمْ مِنْ إِجْرَمِيٍّ وَ مَعْصِيَّةٍ وَالزِّنَا سَمِعْنَا
وَقَرَأْنَ مِنْ وَسَائِلِ العَامَّةِ وَالتِّلْفَازِ بَلْ دَاءُهَا وَاحِدْ
وَهِيَ النِّكَاحُ. عَرَفْنَا، فَقَطْ فِيْ الإِسْلَامِ سِلْسِلَةَ النَّسْبِ
مَحْفَظْ عَلَى سَبِيْلِ الحُرْمَةِ، إِنَّ النِّكَاحَ عِبَادَةٌ تُحْفَظُ
النَّسْبَ وَتُدْفَعُ الزِّنَا، تُسْلِمُ الإِيْمَانَ وُتُدْفَعُ البَلَاءَ، تُوَسِّعُ
الأَرْزَقَ وَتُضِيْقُ المَعْصِيَّةَ. إِذًا مَنِ اسْتَطَعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ
بَادِرُوا إِلَى النِّكَاحِ، لأَنَّ النِّكَاحَ نِصْفُ الدِّيْنِ، النِّكَاحُ هُوَ
عِبَادَةٌ، عِبَادَتُهَا طُوْلَ حَيَاتِكَ.
هَذَا فَقَطْ مِنِّيْ، شُكْرًا كَثِيْرًا عَلَى إِهْتِمَامِكُمْ، أًقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا أَسْتَغْفِرُ اللهَ تَعَالَى، أَخِرُ الكَلَامْ وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ